الأمم المتحدة: نصف مليون لاجئ في الكاميرون مهددون بفقدان المساعدات

الأمم المتحدة: نصف مليون لاجئ في الكاميرون مهددون بفقدان المساعدات
لاجئون في الكاميرون - أرشيف

حذّرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من احتمال تعليق المساعدات الإنسانية الحيوية لنحو نصف مليون لاجئ ومحتاج في الكاميرون إذا لم يتوفر تمويل عاجل بحلول نهاية شهر أغسطس الجاري، ويأتي هذا التحذير بعد أن اضطرت المنظمة إلى تقليص المساعدات الغذائية المقدمة عبر برنامج الأغذية العالمي لما يقارب 523 ألف شخص بسبب نقص الموارد.

كشف بيان للأمم المتحدة أن اللاجئين القادمين من جمهورية إفريقيا الوسطى والمقيمين في مخيم غادو شرق الكاميرون لا يحصلون سوى على نصف احتياجاتهم الغذائية اليومية.

وأشار البيان أيضاً إلى أن برنامج الأغذية العالمي اضطر في يوليو الماضي إلى تعليق المساعدات المقدمة لنحو 26 ألف لاجئ نيجيري في مخيم ميناواو، والذين فروا من العنف المسلح الذي تشهده مناطق شمال شرق نيجيريا منذ عام 2009.

تحذيرات من فقدان أرواح

قال جيانلوكا فيرا، مدير برنامج الأغذية العالمي في الكاميرون، إن غياب التمويل سيؤدي إلى عواقب وخيمة، مضيفاً أن الأطفال سيعانون من الجوع، والأسر ستتضرر، كما أن الأرواح ستكون معرضة للفقدان، وأوضح أن البرنامج يحتاج إلى ما يقارب 65,5 مليون دولار أمريكي لتأمين المساعدات الإنسانية حتى يناير 2026، محذراً من أن الوقت يداهم الجميع.

وبحسب أحدث تقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن نحو 2,6 مليون شخص في الكاميرون عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين يونيو وأغسطس 2025، بزيادة بلغت 6 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وتعكس هذه المؤشرات خطورة الوضع الإنساني وتفاقم الحاجة إلى تدخل دولي عاجل.

الأزمات المنسية

في عام 2024، تصدرت الكاميرون قائمة الدول التي تواجه أكثر أزمات النزوح إهمالاً في العالم، بحسب تصنيف المجلس النرويجي للاجئين، بعدما كانت بوركينا فاسو تحتل المركز الأول عام 2023، هذا التصنيف يسلط الضوء على فجوة الاهتمام الدولي تجاه واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في القارة الإفريقية.

تستضيف الكاميرون مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من نزاعات إقليمية ممتدة في إفريقيا الوسطى ونيجيريا، إلى جانب أزمات داخلية تتعلق بضعف البنية التحتية وتكرار الصدمات المناخية، ومع تصاعد النزاعات في المنطقة منذ أكثر من عقد، أصبح البلد من أكثر الوجهات التي تشهد تكدس أعداد اللاجئين، حيث يعاني معظمهم من أوضاع معيشية متدهورة وحرمان من الخدمات الأساسية.

برنامج الأغذية العالمي، الذي يعد أحد أكبر مزودي المساعدات الغذائية في العالم، يواجه منذ سنوات فجوات متكررة في التمويل تؤثر على استجابته في مناطق النزاع، في حين يزداد اعتماد ملايين المدنيين على هذه المساعدات بوصفها شريان حياة وحيد في مواجهة الجوع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية